ما وراء الانفلات الأمني في محافظة عدن..؟
يمنات – خاص
يتصاعد الانفلات الأمني في محافظة عدن، حتى أصبحت حوادث الاغتيالات و القتل و التفجيرات في مديريات المحافظة تتكرر بشكل شبه يومي.
و يتزامن هذا الانفلات مع هجرة المسئولين الحكوميين من قصر المعاشيق الرئاسي صوب العاصمة السعودية، الرياض، و عواصم عربية أخرى.
منذ مغادرة “ابن دغر” لمحافظة عدن خلال الشهر الماضي، تصاعدت و تيرة الانفلات الأمني، و عاد إلى الواجهة تنظيم داعش الارهابي، الذي تبنى عمليات انتحارية و وثقها فتوغرافيا.
الانفلات الأمني الذي تشهده عدن، بدأت بوادره بعد قرابة اسبوعين من انتهاء احداث عدن التي استمرت أربع أيام نهاية يناير/شباط الماضي.
بنهاية أحداث عدن كانت القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الامارات قد فرضت سيطرتها على أغلب مديريات محافظة عدن، و مرافق حكومية، و توقفت عن اقتحام قصر المعاشيق الرئاسي و انسحبت من بواباته بعد تدخل سعودي.
التدخل السعودي لم يقتصر على منع اقتحام قصر المعاشيق، و انما وصل حد فرض بقاء حكومة هادي، و هو ما جعل المجلس الانتقالي الجنوبي يتراجع عن دعواته لإقالة الحكومة.
و فيما لا تزال القوات الموالية للمجلس الانتقالي تفرض سيطرتها على أغلب مديرات محافظة عدن و معسكرات و مرافق حكومية، غير أن لم تتدخل لضبط الانفلات الأمني، رغم أن إدارة شرطة عدن محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي و من خلفها ادارة مكافحة الارهاب التي تتبعها إداريا.
رغم اعلان إدارة شرطة عدن ضبط خلية تصوير الاغتيالات لتنظيم داعش، جاء الرد من التنظيم في اليوم بمهاجمة كلية الآداب بجامعة عدن الواقع مبناها في مديرية خور مكسر، و قيام التنظيم بنشر صورة للهجوم، و وقع أحد عناصر خلية التصوير في قبضة الشرطة أثناء ما كان يقوم بتصوير جندي من الضحايا، لكن الضحية باغته بطلقة نارية.
و صباح الاثنين 2 إبريل/نيسان 2018، انفجرت عبوة ناسفة في محيط إدارة شرطة عدن بمديرية خور مكسر، و هي الحادثة التي جاءت بعد نجاة مدير مديرية البريقة، هاني اليزيدي، الموالي لـ”هادي” من محاولة اغتيال برصاص جنود قوات الحزام الأمني أثناء نزوله لمعاينة عمليات بسط تعرضت لها أراضي الدولة في المديرية.
و هو ما يشير إلى أن طرفي الصراع باتا عرضة للاستهداف، و أن الانفلات الأمني بات يستخدم كأداة في الصراع القائم في المحافظة، و الذي يتضح جليا من تتابع العمليات التي تستهدف الطرفين.
و في الوقت الذي يستهدف طرف بتفجير أو اغتيال، تترقب الناس في اليوم التالي أو الذي يليه استهداف الطرف الآخر، حتى بات البعض يطرح بأن الارهاب أصبح يستخدم في الصراع و بشكل واضح.
التدخل السعودي الذي كبح طموحات المجلس الانتقالي المدعوم من الامارات، ساهم إلى حد كبير في استمرار الانفلات الأمني، الذي يسعى من خلاله كل طرف لإفشال خصمه و اظهاره أمام الشارع المتطلع لمزيد من الخدمات بأنه فاشل، و يقدم نفسه كبديل، غير أن الفاشل يذهب هو الآخر لضرب خصمه في مفاصل قوته، لإظهاره بأنه غير قادر على تأمين مرافقه.
يتضح ذلك من خلال الهجمات الانتحارية التي تستهدف إدارة مكافحة الارهاب التابع لشرطة عدن و عمليات الاغتيالات و التفجيرات المستمرة التي تستهدف مسئولين و مرافق حكومية.
الانفلات الأمني سيستمر في عدن ما دام الصراع قائم بين المجلس الانتقالي الجنوبي و حكومة هادي، و من خلفهما الامارات و السعودية، الذي يبدو أنهما يستخدمان الطرفين كقفازات لتصفية خلافاتهما في تقاسم السيطرة و النفوذ في عدن و محافظات الجنوب بشكل عام.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.